Wednesday, August 7, 2013

الإسلام في جمهورية التشيك

http://www.islamemo.com/nahn-we-el-gharb/2013/07/11/176111.html
إخوتي أخواتي أرى أنه من الإنصاف أن نقف وقفة تأمل في تاريخ 14 قرناً مضت من عمر الإسلام ،فمع أول شعاع في فجر القرن ال15ه نتذكر حصاد أمة مرت عليها حوادث جسام منذ أن أشرقت الأرض بنور الإسلام على عالم أحاطت به ظلمة الجهل واسترقته خرافات الوثنية وسادت فيه فوضى الرذيلة،وانهارت فيه القيم وسيطر الشر، فاجتاح ذلك النور الرباني معاقل الرذيلة وحطم أغلال العبودية في زمن قياسي وصل حد الإعجاز البشري.
أحبتي في الله إن المتأمل في حصاد القرن الهجري الأول يقف مذهولاً أمام سريان الدعوة في كافة أرجاء المعمورة،حيث اجتذبت تلك الدعوة شعوباً واحتوت أمماً شتى،و قبل أن ينصرم القرن الهجري الأول كان الإسلام يدق أسوار الصين،ويفتح قلاع الأندلس،ويمخر عباب المحيط الهندي ليصل إلى أقصى جنوب آسيا ويؤسس نقاط ارتكاز على سواحل شرقي أفريقيا ليتخذ منها بداية انطلاقة جديدة نحو قلب القارة السوداء ليضيء آفاقها ويمحي وثنيتها،فكان حصاد القرن الأول من الهجرة رائعاً روعة إيمان السلف الصالح ، وتلته قرون كانت أقل حصيلة،إلا أن الإسلام امتد عبرها إلى معظم بقاع المعمورة آنذاك.
جدير بالذكر أنه من أطراف العالم الإسلامي امتدت محاور نمت كالبراعم في وسط محيط غريب عن بيئتها بعيد عن مجتعاتها،تلكم براعم الأقليات المسلمة،ثم كانت التحديات في حروب صليبية جثمت على قلب العالم الإسلامي قرونا،حاولت عرقلة المسيرة ووقف الانتشار،ومازالت حتى الآن تخبو أحيانا وتحاول العبث بأصابعها الخبيثة أحياناً أخرى كثيرة حتى يومنا هذا .
لقد كانت التحديات قاسية قسوة فوضى القرون الوسطى،و لكن براعم الأقليات المسلمة ظلت في مواضعها،ثم تلونت التحديات في عصرنا الراهن ولبست أقنعة مختلفة،فتارة ترتدي ثوب الإلحاد،وأخرى تكتسي ثياب الرهبنة،و أصبحت تلك الأقليات تلاطمها أمواج الكفر بأنواعه من كل جانب .
وكما ذكرنا من قبل فالأقليات المسلمة تمثل البراعم النامية في أطراف العالم الإسلامي،ومن واجبنا التعرف على أحوالها وتعهدها بالنماء،وتغذيتها بمخصبات العقيدة ،ودعمها بشتى الأساليب،ومن أولى واجباتنا التعرف على ما تعانيه تلك البراعم من مشكلات فنكون في عوناً لها,ونحن اليوم نواصل المسير على أرض جمهورية التشيك لنرى كيف وصل الإسلام إلى هناك.
لقد مرت الدعوة الإسلامية في تشيكوسلوفاكيا بأحداث جسام حيث أشار بعض المؤرخين المسلمين إلى وصول الإسلام إلى هذه المنطقة في القرن العاشر الميلادي،ومن هؤلاء إبراهيم بن إسحاق الطرطوشي من الأندلس،وإبراهيم بن يعقوب من قرطبة،ومنهم ابن البكري في كتاب "المسالك والممالك"،وجاء الإسلام مع قبائل مسلمة من وسط آسيا.
وكانت المرحلة الثانية بعد دخول الأتراك العثمانيين إلى وسط أوروبا،وبعد انتصار الأتراك في معركة (كوسوفو) ومعركة الموهاج،ودخول العديد من سكان هذه المنطقة في الإسلام,ومنهم سكان البوسنة والهرسك كذلك منهم البوقوميل،ولقد تم فتح إقليم سلوفاكيا وهو قسم من تشيكوسلوفاكيا،ثم فتح العثمانيون منطقة بورنو عاصمة إقليم مورافيا،ولم يستمر وجود الأتراك طويلا،ولكن الفترة التي حكم فيها الأتراك هذه المنطقة كانت كافية لدخول الكثير في الإسلام،وهاجرت إلى المنطقة عناصر إسلامية عديدة،وبنيت المساجد وشيدت المدارس ولا تزال بعض الآثار الإسلامية شاهداً على ذلك التراث العريق.
بعد ذلك تم انسحاب الأتراك من وسط أوروبا,وفي أعقاب ذلك تعرض المسلمون للتنكيل وهدمت مساجدهم وأغلقت مدارسهم وهاجر العديد منهم،ونال الإسلام من تحديات كثيرة شنتها إمبراطورية النمسا،ولكن بقي البعض من المسلمين برغم هذه التحديات التي حاولت محو آثار الإسلام من وسط أوروبا،وظل الأمر على هذا الوضع حتى صدر في النمسا قانون التسامح الديني عام 1782م، وبصدور هذا القانون تنفس المسلمون شيئاً من الحرية.
وفي يوليو1912م صدر مرسوم الإمبراطور النمساوي فرنسوا جوزيف الثاني واعترف فيه بالإسلام كدين في الإمبراطورية، فشيد المسلمون المساجد والمدارس،وزاد عدد المسلمين،وأسسوا الجمعيات الإسلامية في تشيكوسلوفاكيا،فكونوا الاتحاد الإسلامي بتشيكوسلوفاكيا فيما بعد.ولقد هاجر العديد من مسلمي البوسنة والهرسك والألبان إلى تشيكوسلوفاكيا في أواخر حكم إمبراطورية النمسا لها،وشهدت هذه الفترة نشاطا إسلاميا ملحوظا.
جدير بالذكر أن في الفترة السابقة على حكم الشيوعيين لتشيكوسلوفاكيا.ظهر نشاط ملحوظ للمسلمين،وأتت هجرات إسلامية من البلدان المجاورة لتشيكوسلوفاكيا،ومن شرق أوروبا،وتكون الاتحاد الإسلامي التشيكي في يناير1933م،وذلك في احتفال رسمي وسط مدينة براغ،وقد حضر الاحتفال جمع غفير من المسلمين وغير المسلمين،وذلك بعد موافقة السلطات الرسمية على تشكيل الاتحاد،ولقد أصدر الاتحاد الإسلامي التشيكي عدة مطبوعات. ومن آثار تلك الفترة أيضاً وجود ثلات تراجم لمعاني القرآن الكريم باللغة التشيكوسلوفاكية, ترجمة د. اقناس فسيلى والمترجم غير مسلم وصدرت هذه الترجمة قبل الحرب العالمية الثانية، وترجمة د. أ.ر. نيكل والمترجم غير معروف الديانة وصدرت سنة 1935 ويعيد تنقيحها د. على شلهاوي، وترجمة إيفان أحمد هربك وهذه الترجمة قي حاجة إلى إعادة النظر.
ومع ذلك لم يكن الوجود الإسلامي ملحوظاً بالرغم من هذه الطلائع المهاجرة.و لكن ذلك لم يمنع من تسجيل مؤسسة تمثل المسلمين رسمياً في تشيكوسلوفاكيا في عام 1934م،وقد بادر بهذه الخطوة القنصل المصري في براغ عبدالحميد البابابي بالتعاون مع الصحفي التشيكي المسلم محمد عبدالله بريكتسيوس،والمثقف الهندي ميرزا خان، فحصلت الجماعة الدينية الإسلامية الأولى على الاعتراف القانوني المبدئي بها في عام 1935م دون صعوبات تذكر،وتجدد الاعتراف من جانب وزارة الداخلية في عام 1941م.
ولم ينعكس ذلك الاعتراف على الصلاحيات القانونية التي أتيحت لها (مثل إصدار وثائق الأحوال الشخصية كالزواج والوفاة) وحسب،بل وتعداه إلى بزوغ مجلة «هلاس» (الصدى) بالتشيكية التي كانت صوتًا للمسلمين القلائل في تشيكوسلوفاكيا بين عامي 1937م و1945م.هذا وقد صدر عدد من الكتب الإسلامية ومنها حياة محمد عليه الصلاة والسلام صدر في عام 1980 ، تاريخ الإسلام ، وتاريخ الصديق ، رضي الله عنه للمؤلف غير المسلم فلكس تاور صدر في عام 1986.
وعلى الرغم من الحقبة الشيوعية التي أسدلت بعد الحرب العالمية الثانية على الحرية الدينية ستاراً من التضييق فانزوى المتدينون في الأقبية،فإن تمسّك مسلمي تشيكيا على قلتهم بالإسلام كان يتعزز يوماً بعد آخر.
و يذكر أن تشيكيا اتصلت بالإسلام في القرنين الماضيين عبر طلائع المستشرقين التشيك الذين اشتهر منهم إدوارد جلازر (1855 ـ 1908)،ويان ريبكا (1886 ـ 1968)،وباول إليعازر كراوس (1904 ـ 1944)،وإلويس موسيل.
وحينما حكم الشيوعيون تشيكوسلوفاكيا اضطهدوا المسلمين،وهدموا العديد من المساجد،وسجنوا رئيس الاتحاد الإسلامي في سنة 1945م،وحلوا الاتحاد الإسلامي 1948م،وأعيد تشكيل الاتحاد بعد اضمحلال الحكم الشيوعي.
وفي فترة الحكم الشّيوعيّ،كان هناك العديد من المساجد الّتي هدّمت كما ذكرنا من قبل،وقد اضطهد الشيوعيّون المسلمين طيلة حكمهم،ما أدّى إلى تشتيتهم،ولا يعرف عددهم بالضّبط اليوم نتيجة غياب الاهتمام والإحصاءات.
هذا وقد جاء الاهتمام الكبير بالإسلام مع أفواج الطلبة العرب والمسلمين الذين استفادوا من “الثورة المخملية” في تشيكوسلوفاكيا في خريف عام 1989 ليعلنوا عن قيام “الاتحاد العام للطلبة المسلمين في تشيكوسلوفاكيا” فور انهيار النظام الشيوعي،وتحول التشكيل الطلابي الحديث إلى رمز لاستعادة المجموعة المسلمة في تشيكيا لحضورها بثقة أعلى بالنفس.
وفي حقيقة الأمر؛فإنّ هذا الاتحاد لم يكن مؤسسة طلابية وحسب،بل كان عليه أن ينهض بالكامل بأعباء الأقلية الإسلامية المتنامية في البلاد،وأن يقيم المؤسسات التي ترعى شؤونها،علاوة على فتح قنوات الحوار والتعاون مع السلطات وشرائح المجتمع التشيكي.
وبدأ التحول من الوجود الطلابي المؤقت إلى الاستقرار والاندماج الواثق بالذات في المجتمع..ويبعث إقبال المواطنين التشيك على الإسلام على الاعتقاد بأنّ الكنائس الناشطة بقوة في البلاد لم تنجح في تعبئة الفراغ الذي خلفته الحقبة الشيوعية بالكامل وهناك إحصائية أجريت على انتماءات التشيك أظهرت أن 60% منهم قالوا: إنهم “لا دينيون”،وهذا يعني تراجع دور الكنيسة الكاثوليكية.
إلى هنا نتوقف مع وعد بمواصلة المسير في الحلقة القادمة إن شاء الله فإلى الملتقى.
 
الإسلام في التشيك يبلغ عدد المسلمين في التشيك ما يقارب 10,000 مسلم وأرتفع عدد المسلمين بشكل ملحوظ في بداية عام 1990.
مسلمو جمهورية التشيك يجتمعون تحت سقف مسجد واحد
مسلمو جمهورية التشيك يجتمعون تحت سقف مسجد واحدمسجد مدينة برنو ورئيس الإتحاد الإسلامي
يشاركون موائد إفطارهم مع أهل البلد :
منذ 12 ساعة 03:02
براغ :
يعيش نحو30 ألف مسلم من مختلف الجنسيات والأعراق في دولة التشيك، استفادوا من تجارب الأقليات المسلمة المنغلقة على نفسها، فاندمجوا في مجتمعهم الجديد دون أن ينصهروا فيه وشعارهم في ذلك “أوروبيون وطناً ومسلمون ديناً”، ويعد شهر رمضان أكثر مناسبة ينتظرها مسلمو التشيك ليعيشوا أجواءه الروحانية.
تضع الجالية المسلمة في التشيك برنامجا خاصا في الشهر الكريم للاجتماع في المساجد التي توحدهم في هذه المناسبة خلف إمام واحد، حتى وإن كانوا من مذاهب مختلفة.
وفي حديثه لـ"الخبر الجزائرية”، قال الأستاذ منيب حسن الراوي، رئيس الاتحاد الإسلامي وجمعية الوقف الإسلامي في مدينة برنو: “نحرص في رمضان على الإفطار الجماعي بالمساجد، والمميز أن هذه الموائد لا تخص فقط المعوزين، بل إن عائلات كثيرة تأتي من مناطق بعيدة لتفطر في هذه الموائد لمعايشة الجو العائلي والصلاة جماعيا”.
وعن أنشطة الجمعية لجمع المسلمين في رمضان، أبرز محدثنا أن “التحضيرات تبدأ قبل الشهر الكريم بمخيم صيفي لأطفال المسلمين لتعليمهم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، كما ننظم آخر للناطقين باللغة التشيكية لتعريفهم بالإسلام، ويقوم بالمهمة أئمة وشيوخ نستضيفهم في هذه الفترة. مضيفا: “حتى أننا قمنا بتجربة جديدة في مسجد برنو، بترجمة الخطبة باللغة التشيكية والإنجليزية ليفهمها جميع المصلين”.
تشيكيون يتعرفون على الإسلام
رغم حملات تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، إلا أن المسلمين في التشيك وفّقوا في تقديم صورة إيجابية عن المسلمين بفضل انفتاحهم على الآخر. فالمسجد في مدينة برنو يستقبل يوميا عشرات الزيارات من غير المسلمين، خاصة الطلبة الجامعيين وتلاميذ المدارس، وصلت إلى25 زيارة في شهر واحد سنة 2011.
وأضاف الأستاذ منيب: “الكثير من المدارس والجامعات تقوم برحلات إلى المسجد، ونحن نستقبلهم ونعرفهم بالإسلام وأركانه بطريقة مبسطة، ونجيب على استفساراتهم خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والكثير من المواضيع التي لديهم صورة سلبية عنها، والأهم أنهم يخرجون بانطباع إيجابي عن الإسلام في ختام الزيارة ويغيرون وجهة نظرهم السلبية عن الإسلام”.
وواصل محدثنا في السياق يقول: “حاولنا أن نضع حجر الأساس للعلاقة بين المسلمين وأهل البلد، ونحسب أننا وفّقنا في ذلك”.
وقد واجهت الجالية المسلمة والعربية في دولة التشيك الكثير من التحديات قبل أن تثبت وجودها في هذا البلد الأوروبي، وهذا المسار بدأه الاتحاد العام للطلبة المسلمين في تشيكوسلوفاكيا سابقا قبل الانفصال، وأكملته جمعية الوقف الإسلامي في مدينة برنو بجمع المسلمين تحت سقف أول مسجد في البلاد افتتح سنة 1998.
ورغم اعتراف الأستاذ منيب بوجود مشاعر عداء وتخوف من الإسلام من بعض الأفراد والجمعيات، ومحاولات لمنع بناء مساجد جديدة في البلاد “إلا أن الدستور والقانون التشيكي لا يحمل في طياته أي تميز ضدنا، بل بالعكس سيكون في إمكاننا الحصول على الاعتراف بالإسلام سنة 2014 شرط الحصول على 10 آلاف توقيع، وهو تحدٍ صعب لكننا سنرفعه بإذن الله”.
كما أبرز محدثنا أن الجالية المسلمة في التشيك استفادت من تجارب الجاليات المسلمة في الدول الغربية التي كانت تنغلق على نفسها بالإقامة في أماكن واحدة وعدم الاختلاط بأهل البلد، مواصلا: “نحن عملنا على الاندماج في المجتمع لأننا أصبحنا مواطنين تشيكيين، غير أننا لم ننصهر فيه وحافظنا على عاداتنا وديننا”.

http://czech-today.com/dimofinf/news.php?action=show&id=2359


 

No comments:

Post a Comment