٠
المرأة المسلمة وتلاوة القرآن
إن تلاوة القرآن وذكر الله تعالى من أهم العوامل المثبتة على طريق الهداية؛ حيث إن المسلمة تكون بهما على اتصال دائم بربها عز وجل، فهي تتلو كلامه وتذكره بلسانها، فتنشغل بذلك عن اللهو الباطل وآفات اللسان، وتزيد من إيمانها وتقواها لله تعالى.
والمتأمل في أحوال النساء اليوم يجد العجب العجاب، حيث إن كثيرا من النساء لا يعرفن من القرآن إلا اسمه ورقمه، وأنه هدية تقدم في المناسبات، أو يزين به حجرات الاستقبال في المنزل فضلا عن غفلتهن عن ذكر الله تعالى.
كثير من النساء انشغلن بأخبار الفنانين والفنانات، وأهل الغناء، انشغلن حتى بأخبارهم الخاصة من طلاق وزواج ومشاكل وغير ذلك، والجالس معهن يجد عندهن خلفية خطيرة ومرعبة في هذا الجانب الفاسد، فهل مثل هذه النوعية من النساء سيكون للقرآن مكان عندهن؟
أين المسلمة التقية الصالحة من قوله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)؟ [1]
أين نساء المسلمين من قوله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)[2]؟
أين النساء اللائي يرغبن في دخول الجنة من قوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)[3]؟
أبن النساء اللائي يسألن الله تعالى حسن الخاتمة من قوله صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)[4].
المرأة الصالحة هي المرأة التي تقرأ كتاب الله تعالى، فتتدبر آياته، وتقف عند معانيه وتتأثر بوعيده، وتأمل في وعده، فيزيدها ذلك ثباتا وهداية.
المرأة الصالحة هي المرأة التي تجعل لنفسها وردًا يوميًا من كتاب الله - كل على حسب طاقته - لا يشغلها عنه شاغل، حتى تديم الصلة بربها تعالى.
المرأة الصالحة هي التي يعلو القرآن عندها على كل شيء تافه من مجلة أو جريدة أو كتاب ينسيها الله والدار الآخرة.
المرأة الصالحة هي التي يكون لسانها رطبًا من ذكر الله تعالى، تعرف ما هي الأذكار الموظفة التي لها وقت ومناسبة فتقولها، وتعرف أيضا ما هي الأذكار المطلقة التي تقال في أي وقت وفي أي مكان.
المرأة الصالحة هي التي تعرف أن ذكر الله تعالى أولى عندها من هذا الغناء الفاسد من الأغاني والموسيقى واللهو الباطل.
المرأة الصالحة هي المرأة التي لا يكون مجلسها مجلس غيبة ونميمة ولهو باطل، بل مجالس حافلة بالطاعة والنصيحة لله والذكر، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم قوموا مغفورًا لكم)[5].
المرأة الصالحة هي التي تذكر الله تعالى، وتذكر الناس بالله، تتعلم الذكر وتعلمه لغيرها.
• فيا نساء المسلمين اذكرن الله كثيرا لعلكن تفلحن في الدنيا والآخرة، وسبحن ربكن بالعشي والإبكار، وهاكن بعض نماذج من الأذكار الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها، عسى أن يكون دافعًا لكن على ذكر الله تعالى.
• روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).
• روى مسلم عنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس).
• وروى الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا الله)[6].
• وروى أيضًا عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة)[7].
• وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟) فقلت: بلى يا رسول الله. قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
وإني أنصح كل مسلمة بأن يكون عندها كتاب في الأذكار الصحيحة، يكون دليها العملي على ذلك، ومن هذا الكتب: كتاب (مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة)[8].
فشمِّر ولذ بالله و احفظ كتابه
ففيه الهدى حقًا وللخير جامعُ
هو الذخر للملهوف والكنز والرجا
ومنه بلا شك تنال المنافعُ
به يهتدي من تاه في مهمة الهوى
به يتسلى من دهته الفجائعُ
|
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/108704/#ixzz4Zi9CfbeU
No comments:
Post a Comment